الحمل والولادة

الحمل في سن المراهقة: مخاطر على صحة الفتاة وحلول للتوعية والوقاية

اكتشفي المخاطر التي تهدد المراهقات الحوامل والحلول لحياة أكثر أماناً

الحمل في سن المراهقة، مخاطر صادمة عن صحة الفتاة ومستقبلها وحلول واقعية للتوعية والرقابة، التي تعتبر من الظواهر الشائعة في الوقت الحاضر خاصة أن الفتيات في سنِ صغيرة يكنّ أقل خبرة من الأكبر سناً بالإضافة إلى الحاجة الملحة إلى النصائح والارشادات من بداية الحمل وحتى الولادة. من هذا المنطلق يقوم موقع الأنيقة بإضافة العديد من الحقائق حول الحول في سن المراهقة إضافةً إلى المخاطر الناجمة عنه وتأثير هذه الأمور على صحة الطفل والأم.

ما هو الحمل في سن المراهقة

إنّ حمل المراهقات هو ظاهرة معروفة عالمياً، إذ لا يقتصر على الدول النامية فحسب بل يمتد إلى الدول القوية، ولا يؤثر الحمل المبكر للمراهقات على المراهقة فحسب ولكنّه يخلّف مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة.

الحمل في سن المراهقة

وعلى الرغم من انخفاض معدلات الحمل بين الفتيات المراهقات إلا أن النسب تتفاوت بين الفينة والأخرى خاصّة أن في بعض الدول لا تضمن حقوق هؤلاء الفتيات من خلال سنّ القوانين والتشريعات بالإضافة إلى ثقافة منح الحمل أو تحديد عدد الولادات في دولٍ أخرى.

تعريف الحمل المبكر وأسبابه

الحمل المبكر هو تخصيب بويضة وتكوين الزيجوت الذي هو الحجر الأساسي لبناء جسم الطفل. ويقصد بالحمل المبكر هو دخول السيدة في مرحلة الحمل في وقتٍ مبكر من عمرها دون أن تتجاوز الثمانية عشر من عمرها. وأسباب الحمل المبكر هي:

  • الزواج في سنٍ مبكرة تبعاً لثقافة المجتمع أو تقاليده.
  • الخصوبة العالية في بعض المجتمعات بين الذكور والاناث.
  • ثقافة بعض الدول التي تؤيد تزويج الفتيات مبكراً لزيادة عدد الولادات.
  • تأثير الاقتصاد، حيث تقوم بعض الأسر الفقيرة بتزويج الفتيات للتخلص من نفقتهنّ وتخفيف أعباء المعيشة.

أضرار الحمل في سن المراهقة

تعتبر مرحلة المراهقة من المراحل الحساسة في حياة الفتيات خاصة أنها مرحلة متوسطة بين الطفولة والشباب. كما أنها رحلة جديدة من حياتهنّ. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الحمل في مرحلةٍ حساسة كمرحلة المراهقة يواجه العديد من الأضرار منها:

  • زيادة نسبة الإصابة بتسمم الحمل والتهاب بطانة الرحم في مرحلة النفاس بالإضافة إلى التهاب في الجهاز التناسلي.
  • انخفاض في وزن الأجنة للأمهات المراهقات مراهقةً بالنساء بعد سن العشرين.
  • زيادة الوفيات بين الأطفال، بالإضافة لزيادة خطر وفاة الأم.
  • ارتفاع في مستويات الولادة المبكرة وحالة الولادة الشديدة.
  • التأثير على نفسية الأم حيث تكون الأم معرضة بشكلٍ أكبر لاكتئاب ما بعد الولادة وما يواليه من مشاكل.
  • ازدياد في حالات عسر الوالدة، نظراً لأن الحامل تكون غير مكتملة النمو كسيدةٍ قادرةٍ على الانجاب دون مشاكل.
  • انهيار الصحة الجسمانية، إذ أن البنات في مرحلة المراهقة يكنّ أقرب إلى سن الطفولة من الشباب كما أن نموهنّ الجسماني غير مكتمل.

مخاطر الحمل في سن المراهقة على صحة الفتاة

يحمل الحمل في سنّ المراهقة في طيّاته مخاطر عدّة منها:[1]

مخاطر على صحة الأم

حيث تتأثر المراهقة بشكلٍ شديد من مضاعفات الحمل الأولية، ففي الغالب لا تتلقى السيدات الرعاية المناسبة بداية الحمل. وقد أثبتت الدراسات أن المراهقات هنّ أكثر عرضة لفقر الدم وانخفاض الحديد في الدم، بالإضافة لارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.

مخاطر على صحة الجنين

إذ أن الجنين يولد عادةً بوزنٍ أقل من أولئك الذين يولدون للسيدات بعد سن العشرين عاماً. وفي كثير من الأحيان تزيد احتمالية ولادة أطفال ميتين. وقد بينت بعض البحوث أن الأطفال الذين يولدون لأمهات صغيرات في السن يعانون من الشلل الدماغي أو الربو أو مشاكل معوية والربو ومشاكل أخرى.

مخاطر اجتماعية واقتصادية

يؤثر الحمل في سنٍ صغيرة على الفتيات حيث يحرمهّن من حياةٍ اجتماعية مليئة بالمغامرة بين المدرسة والنادي ويحصرهّن في دور الأم. بالإضافة إلى أن حمل المراهقة في مرحلةٍ مبكرة يزيد عدد المواليد في الأسرة الواحدة ما يؤثر على الدول اقتصادياً.

مضاعفات جسدية خطيرة على الأم

تعاني أغلب الفتيات اللاتي يحملن في مرحلةٍ صغيرة من مضاعفات قد تتحول إلى أعراض خطرة منها النزيف عند الولادة نتاج للولادة المبكرة في أغلب الأحيان، علاوةً على ذلك أن أغلب المراهقات يعانين من انخفاض في الوزن عند الولادة إضافةٍ لمخاطر متعلقة بصحة الطفل ونموه الجسدي والعقلي.

تأثير الحمل المبكر على النمو الجسدي والتغذية

تؤثر التغذية تأثيراً كبيراً على طبيعة الحمل والصعوبات التي تواجه السيدات الحوامل. فقد أكدت الأبحاث مؤخراً أن التغذية السيئة تنتج عدّة تأثيرات سلبية منها:

  • إنّ الحمل المبكر يؤدي إلى نقص المغذيات وانخفاض وزن الأجنة.
  • التأثير النفسي والصحي على المراهقات خاصّة أنهن يبتعدن عن حياة الفتيات في نفس العمر ويتحملن المسؤولية مبكراً.
  • جهل السيدات في عمرٍ صغيرة بأساليب التغذية المناسبة والإفراط في تناول الأغذية الغير صحية التي تؤثر بشكلٍ مباشر على الصحة العقلية والعصبية للطفل.
  • ولادة أطفال منخفضي الوزن والعرضة لوجود تشوهات خلقية أو عقلية.

مشاكل الصحة النفسية للمراهقة الحامل

تعاني السيدات الحوامل في عمرٍ صغير من مشاكل تكون أغلبها ناتجة عن جهلها بطبيعة الحمل، منها الخوف من خطر الإجهاض المبكر في شهور الحمل الأولى. بالإضافة إلى الحاجة للدعم النفسي والمعنوي في الشهور الأخيرة والتقلبات المزاجية. كما أن السيدات في عمرٍ صغير يعانين من ضعف الخبرة الحياتية والجهل بمراحل الحمل ومخاطره. من هذا المنطلق يجب على الشريك والأسرة دعم المراهقة نفسياً ومعنوياً من خلال التوعية بالحمل وطمأنتها بأن كل ما تمر به طبيعياً.

تأثير الحمل المبكر على مستقبل الفتاة

يعدّ التأثير المبكر للحمل من أكثر العوامل تأثيراً على مستقبل الفتيات، خاصّة أنهنّ يمتنعن عن الذهاب للمدرسة في أغلب الأوقات ويتحملن مسؤولية أكبر في الحياة الأسرية الجديدة، بالتالي فإن أغلب المراهقات يعانين من الاكتئاب في مرحلة الحمل والولادة، بالإضافة لحاجتها الملحة لوجود داعم متعلق بمستقبلها وحياتها المهنية والدراسية.

مخاطر الحمل في سن المراهقة على الطفل

عندما تكون الأم في سن المراهقة، فإنَّ هناك أضراراً كبيرة على الطفل، بخلاف الأضرار التي يسببها الحمل للأم أيضًا. ومن أبرز هذه المخاطر على الطفل ما يلي:

  • أغلب الحوامل في سنّ المراهقة يلدن أطفالاً ذوي وزن منخفض عند الولادة.
  • لا يكمل الأطفال للأمهات في سن المراهقة مرحلة الحمل كاملةً في رحم الأم، بسبب الطبيعة الجسمية للمراهقات.
  • الحوامل في مرحلة المراهقة أكثر عرضة بمرتين إلى ثلاث مرات لخطر الولادة القيصرية.
  • تعاني أغلب السيدات الصغيرات من مشاكل عند الولادة ما يؤثر بشكلٍ مباشر على نكو الطفل العقلي والعصبي.

الأسباب الحقيقية لحدوث الحمل في سن المراهقة

تشترك العديد من الأسباب التي تؤدي بالمراهقات إلى الحمل ومشاكله، منها ما يتعلق بالوعي والتثقيف الجنسي، والآخر بطبيعة البيئة الاجتماعية وتأثير الفقر. وهذا شرح مفصل لكل سبب:

نقص الوعي والتثقيف الجنسي

تعاني أغلب الفتيات في عمر المراهقة من قصور في فهم الحياة الأسرية، فبعضهنّ يتزوج عن رغبةٍ في الاستقرار، والآخر نتاج طبيعة المجتمعات والعادات والتقاليد في الدول النامية. وتحتاج المراهقات للتثقيف من خلال الدورات الموجهّة أو المدرسة أو حتى الأسرة للوعي أكثر بمشاكل الحمل والولادة بعد الزواج.

تأثير الفقر والبيئة الاجتماعية

يعدّ من الأسباب المباشرة لحمل الفتيات في عمر المراهقة، وذلك لأن بعض المجتمعات التي تعاني من الفقر تضطر فيها الأسر إلى تزويج بناتها في عمرٍ مبكر، بعضهّن قبل مرحلة البلوغ حتى. كما أن الجهل وطبيعة العادات والتقاليد في بعض المناطق تضطر الفتيات في النهاية إلى الزواج في عمرٍ مبكر.

حلول واقعية لمنع الحمل في سن المراهقة

قام بعض الباحثين المهتمين بشؤون المرأة والأسرة بصياغة بعض الحلول لمنع الحمل في مرحلة المراهقة، نذكر منها:

التوعية الجنسية والعلمية المبكرة

إن التوعية المبكرة للمراهقات في بداية البلوغ تعتبر من أهم الأسباب التي تؤخر مرحلة الحمل عند السيدات، بل أن بعضهن يصبح لديها وعي أكبر لتأجيل فكرة الزواج والاهتمام بالدراسة أكثر. ويمكن نشر التوعية بهذا الخصوص من خلال المحاضرات العلمية في المدارس أو حتى اللجان المحلية. كما تقع المسؤولية على عاتق المجتمع والحكومات للحد من هذه الظاهرة من خلال محاربة الفقر، وإيجاد حلول موضوعية للأزمات الاقتصادية والنمائية.

تعزيز دور الأهل في التوجيه

يكمن دور الأهل في توجيه المراهقات للاهتمام أكثر ما يناسب أعمارهنّ، بالإضافة إلى إجراء حوارات واضحة عن الحياة بعد الزواج، وزيادة الوعي أكثر بالمسؤوليات المتعلقة بتكوين الأسرة، والاهتمام بشكلٍ أكبر في متابعة الأداء الدراسي، والسعي وراء تقوية العلاقات الأسرية، ليتسنى للفتيات الحديث بحرية أكبر مع الأهل ومتابعة مشاكلهّن دون إلقاء اللوم أو إشعارهّن بالذنب.

مسؤولية المؤسسات التعليمية والمجتمعية

إنّ المؤسسات التعليمية والمجتمعية تتحمل جزءاً من المسؤولية في زيادة التوعية بمخاطر الحمل المبكر للسيدات. ويمكن تفعيل دورها مباشرةً في زيادة الوعي والتثقيف الجنسي الشامل للشباب والشابات في مرحلةٍ مبكرة، ومنع الزواج للقاصرات وتثقيفهنّ اكثر بمخاطر الزواج وما ينتج عنه من ولادة مبكرة ومشاكل لا يحمد عقباها.

ترسيخ القانون والسياسات لحماية القاصرات

تعمل المؤسسات القانونية بشكلٍ فاعل على ترسيخ القوانين المتعلقة بزواج الفتيات في سن المراهقة، منها منع عقود الزواج للفتيات تحت سن الثامنة عشر، وفرض العقوبات على كل من يحاول المس بهذه القوانين. كما يمكن أن يكون لها دور جيّد في عمل الورشات القانونية التي تحمي الفتيات القاصرات، وتحمي المراهقات من الوقوع في سرَك الزواج باكراً.

كيف ندعم المراهقة الحامل

تحتاج الحامل في مرحلة المراهقة إلى المزيد من الدعم النفسي والاجتماعي. وفيما يلي تفصيلات لكيفية دعم السيدات:

الدعم النفسي والاجتماعي

يقدم الدعم النفسي للمراهقات على عدّة أشكال إما من خلال العائلة أو المجموعات ذات التخصص أو الاستشارات الفردية. كما أن المدرسة ومراكز الخدمات الاجتماعية تقدم دوراً جاداً في هذا السياق، ويتلخص الدعم النفسي في جعل المراهقة تتحدث أكثر عن مشاعرها والاستماع الفعال لها والمساعدة في حل هذه المشكلات.

توفير رعاية صحية مناسبة

لابدّ من توفير الرعاية الصحية الشاملة للحوامل في مرحلة المراهقة، وتقدير مشاعرهّن المتعلقة بالخوف أو التوتر من مرحلة الولادة وما بعدها، والرعاية الصحية من مسؤولية الأسرة التي تجب أن توفر الغذاء المناسب والدعم النفسي، بالإضافة إلى مؤسسات الرعاية الصحية التي تقدم المبادرات والمحاضرات المتعلقة بهذه المرحلة وما بعدها.

تمكين المراهقات بعد الحمل والولادة

أي تهيئة بيئة مناسبة لجعل المراهقة تعود تدريجياً إلى الروتين المتعلق بعمرها دون الغرق في المسؤوليات الأسرية. وتعتبر من أهم الخطوات التي يمكن من خلالها دعم المراهقات إذ أنها تمتد إلى ما بعد الولادة من مرحلة المهد والاهتمام بالسيدة صحياً ونفسياً.

وهكذا، نصل لختام مقال الحمل في سن المراهقة، مخاطر صادمة عن صحة الفتاة ومستقبلها وحلول واقعية للتوعية والرقابة، الذي توسع بشكلٍ أكبر حول المخاطر المتعلقة بالحمل ونسب حقيقية عن نسبة الحوامل بالإضافة إلى نصائح متعلقة بالمراهقات في مرحلة الحمل الولادة.

بواسطة
pubmed
زر الذهاب إلى الأعلى