التحكم في الغضب أثناء العمل، واحدة من أهم الأمور التِّي يتوجب على الأفراد العاملة التحلِّي بها، وخاصَّةً أنه من الممكن أن يؤثِّر الغضب والعصبية المفرطة على عمله. لذا إذا كنتِ سيِّدتي تعانين من العصبية الزائدة والغضب الشديد عند التعرّض لأي ضغوط وتحديداً العمل، تابعي قراءة المقال عبر موقع الأنيقة، حيثُ سيتم تسليط الضوء على أسباب الغضب وتأثيره على العمل، بالإضافة إلى كيفية التخلص منه وبعض النصائح لإدارة الشعور بالغضب والتحكم فيه.
أسباب الغضب والعصبية المفرطة
للعصبية المفرطة والغضب الشديد نتائج سلبية تؤثر على محيط الأفراد سواء من الناحية الاجتماعية أو المهنية، لذا قبل أي شيء ينبغي معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالغضب:
- تراكم المواقف التي تعرض لها الفرد، والآثار التي أدت إلى غضبه وكبت شعوره من الممكن أن يتحوّل مع مرور الوقت إلى عصبية مفرطة وغضب عند أي شيء.
- المحاولة في التخلص من موقف ما، كالتهرّب من الأسئلة، أو التهرّب من الالتقاء بشخص لا يريد ملاقاته.
- والرغبة الشديدة في تحقيق هدفٍ ما، والوصول إليه بأقصر الطرق وأسرع وقت.
- كذلك، الحديث عن شيء غير مرغوب فيه.
- وأيضًا، الدفاع عن النَّفس أثناء التَّواجه مع الآخرين والصدامات.
- ارتكاب بعض الأخطاء عند فعل شيء، كتشخيص حالة معينة.
نصائح لإدارة شعور الغضب وقت العمل
هل تشعرين بالغضب الشديد وقت العمل؟ وتشعري بأنَّك ستنفجرين عند حدوث أي خطأ في أداء مهامِك الوظيفيَّة؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فنؤكّد لكِ أنَّ نتيجة هذا الشعور وعدم التحكم في نوباته قد يلحق الضَّرر بكِ وخاصةً في عملك، حيثُ ربَّما قد يصل الأمر إلى الفصل من وظيفتك. لذا تابعي النصائح التَّالية من أجل إدارة شعورك الغاضب أثناء العمل.
- فكِّري قبل أن تتحدَّثي: وذلك تجنّباً لقول أي شيء قد تندمين عليه لاحقاً، لذا قومي بتجميع أفكارك وكل ما يخطر على بالك قبل البوح به.
- عبِّري عن مخاوفك، بعد أن تهدئي: تحلّي بالهدوء قليلاً، ثم أخبري زملاءك في العمل بمخاوفك، ولكن تحدثي إليهم بطريقة حازمة وسلمية غير تصادمية.
- قومي بممارسة التمارين الرِّياضة: حيثُ تساعد الرياضة على تخليصك من الطَّاقة السلبيَّة، والتوتر.
- احصلي على فترة جيدة من الراحة: وذلك لأنَّ الرَّاحة تقلل من التوتر أثناء العمل.
- التزمي بالعبارات التي تشتمل على كلمة “أنا”: حيثُ أنَّ ضمير المتكلم قد يساعد في تخفيف حدّة التوتّر، وهو أنسب حل في الحوار بدلاً من توجيه النقد للآخرين، كأن تقولي “أشعر بالاستياء من تجاهلك لي”.
- فكّري بالحلول الممكنة لحل المشكل واختاري الأنسب لها: وذلك منعاً لخروج الأمور عن السيطرة.
- خففي حدة التوتر بأسلوب الفكاهة والمزاح المؤدب: حيثُ يؤدّي هذا الأسلوب إلى منع تطور المشاكل وفقدانك السيطرة عليها.
- تنفسي بعمق واسترخي: حيثُ أنَّ ممارسة تمارين الاسترخاء من شأنه التخفيف من التوتر والغضب، كذلك اشربي الماء فإنه يطفئ النيران داخلك.
- تسامحي مع زملائك: ولا تحملي أي ضغينة تجاههم، من أجل تعزيز علاقاتك معهم وتحسين أجواء العمل بينكم.
- وأخيراً، اطلبي المساعدة في حال لم تسطيعي حل المشكلة والتخفيف من غضبك.
كيف تتخلص من الغضب المكبوت داخلك
قد تنتابك مشاعر الغضب من فترة لأخرى، وهو من المشاعر الطبيعية التي قد تنتاب الإنسان لفترة مؤقتة، ولكن قد تصبح هذه المشاعر دائمة إذا لم يتم السيطرة عليها. وفيما يلي بعض الطرق للسيطرة على الغضب المكبوت.
- تحديد مصدر الغضب: من الضروري تحديد مصدر نشأة الغضب والسبب الأساسي الذي نتج عنه هذا الشعور. وغالباً ما يكون السبب هو تراكم الإحباطات التي يتعرض لها الفرد، وعدم تقبل الواقع.
- اختيار المشاعر المرادة: يستطيع الإنسان اختيار المشاعر الذي يريد الإحساس بها، والتعايش معها، فالمشاعر كالملابس التي نختارها. فإذا أردنا الاستمرار بالغضب نبعد تلقائياً أي مشاعر قد تجعلنا سعداء وهادئين، أمَّا إذا أردنا زوالها نبحث لوحدنا عمَّا يشعرنا بالسعادة والبهجة ونعزّي أنفسنا بها.
- الاعتراف بالمشاعر وعدم مقاومتها: من المهم جداً الاعتراف بمشاعر الغضب وعدم مقاومتها، وذلك من أجل السماح بتفريغها مع الحرص على عدم تفريغها بالآخرين وإيذائهم.
- استخدام تقنية العد: وذلك باختيار عدد محدد يصل الفرد إليه عند الغضب من أجل التخلص من جميع الشحنات والطاقة السالبة في الجسم، وبالتالي يفرغ الإنسان غضبه.
- تغيير الروتين: إنَّ الروتين اليومي الممل قد يجعل الإنسان غاضباً إلى حدٍّ ما، لذا من الضروري تغيير الروتين وتجديد الحياة للتخلص من التوتر والغضب.
- الكتابة: تساعد الكتابة في تحسين النفسية والتخلص من جميع المشاعر المكبوتة داخل الإنسان.
- تمارين الضغط: إنَّ ممارسة تمرينات الضغط تعزز من إفراز هرمون الأندروفين، والذي تكون وظيفته إعطاء الفرد شعوراً بالرضا، والسعادة.
السيطرة على الغضب في الإسلام
حثَّ الإسلام الإنسان المسلم على شرب الماء والوضوء، وذلك لأنَّ الماء يطفئ نيران الغضب. فالغضب نزعة من نزغات الشيطان الرَّجيم، لذا عند الشّعور بالغضب توَّجب الاستعاذة بالله من الشَّيطان الرجيم. وفيما يلي بعضاً من الأمور التي حث عليها رسولنا الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند الغضب.
- تغيير الجلسة.
- السكون والتحلّي بالهدوء.
- تذكير النفس بعدم الغضب، وأن مصير ذلك الفوز بالجنة.
تأثير الغضب الزائد على العمل
للغضب العديد من الآثار والنتائج السلبية على الفرد، حيثُ قد يؤثِّر على صحة القلب وضَغط الدَّم، ويسبّب الأرق عند النوم. وليس هذا فحسب بل قد تتمدّد آثار الغضب على عمل الفرد، مثل:
- عدم القدرة على إنجاز المهام الوظيفيَّة.
- ابتعاد الزملاء عن الشخص كثير الغضب، فيصبحون لا يطيقون زميلهم دائم الغضب.
- وهناك احتمال بفصل الفرد شديد الغضب من عمله، نتيجة تأثير الغضب على أدائه الوظيفي.
وبالوصول إلى هنا، ينتهي المقال بعد الحديث عن التحكم في الغضب أثناء العمل، والأسباب التي قد تؤدِّي إلى الشعور بالغضب، وكيفية التحكّم به. وكذلك بعض النصائح التي حثَّ عليها الإسلام للتخلّص من الغضب.